• تشريح ألة العود

     

    عنيت الكتابات الموسيقيّة العربيّة بمجالات التّأليف و التلحين و بعلوم الآلات الموسيقيّة. وقد خصّص علماء العرب بعضا منها للحديث عن آلة العود الشيء الذي مكّننا من معرفة التّطوّر التّاريخي للآلة من حيث الحجم و الشكل والقياسات الدقيقة المذكورة في النّصوص المعنيّة بالأمر وحسب عدد أوتاره. وأسمائها وكذلك من حيث مواقع دساتينه.

    ونذكر في هذا الإطار المنتوج الأدبي والعلمي الهامّ لدى عدد كبير من علماء العرب الّذين أولوا الفكر الموسيقي، كل الاهتمام بآلة العود. من أشهرهم : منصور زلزل، زرياب , الكندي، أبو نصر الفارابي، ابن سينا، إخوان الصّفاء و صفيّ الدّين الأرموي.

    فالفيلسوف الكندي يعتمد في وصفه للآلة العود على القياس بالأصابع. وهي طريقة نسبيّة تضع بعين الإعتبار علاقات قياسيّة محدّدة. فطول العود يقدّر بستّ و ثلاثين إصبعا منها ثلاثون هي طول الوتر أو المسافة المصوّتة. ويقدّر عرضه بخمسة عشر إصبعا أي نصف طول المسافة المصوّتة. أمّا عمقه، فيكون في حدود نصف عرضه أي بمقادّر سبعة أصابع ونصف، وهي مسافة الرّباعيّة التّامّة على وتر العود. ويلحّ الكندي على ضرورة تطابق العمق مع مسافة الرّباعيّة لارتباط الجرس الصّوتي للعود بذلك. ويضع لذلك رأيين :
    ـ الرأي الأول : إن زادت مسافة العمق عن ربع طول المسافة المصوّتة، صار صوت العود شديد الرّنين وهو ما يقلّل من وضوح الدّرجات المعزوفة.

    ـ الرأي الثاني: إن نقصت مسافة العمق عن ربع طول المسافة المصوّتة، صار صوت العود منغلقا و مانعا لخروج الأصوات بشكل كامل وواضح.

    و يذكر ابن الطحان أن لآلة العود أربعة أوتار على منوال الطباع الأربعة : زير - مثنى - مثلث - بمّ التي سميت فيما بعد بالمغرب العربي : الحسين - الرّمل - المايه - الذّيل.

    كما نجد في كتاب الأدوار للأرموي ( منتصف القرن الثّالث عشر م.) وثيقة تاريخية تؤرخ للآلة العود كآلة ذات خمسة أوتار، ويسمّي الوتر الخامس الحادّ.

    إن أهم خطوة في دقة صناعة آلة هو ضمان الجودة، لكن هذه الدقة يجب أن تكون مصحوبة بأنواع خاصة جدا من الخشب لضمان جودة الصوت وجماليته بالإضافة إلى خفة وزنه. نذكر من بين هذه الأخشاب:

    خشب الجوز بأنواعه: الأمريكي والأوروبي والإفريقي.

    خشب الورد بأنواعه: الهندي والبرازيلي والإندونيسي.
    خشب السيسم الهندي.

    خشب التيك.

    خشب البادوك.

    خشب القيقب (الميبل) والذي يستخدم في صناعة الكمان أيضا.

    خشب الماهون أو المهاجوني

    خشب السيدار، وهذا يستخدم لصناعة وجه العود فقط.

    خشب السبروس، وهذا يستخدم لصناعة وجه العود فقط.

    يذكر أن هذه الأخشاب التي يصنع منها ظهر أو قصعة العود ـ الصندوق الصوتي ـ  أو التي يصنع منها الوجه يجب أن تحفظ في غرفة ذات حرارة معتدلة صيفا وشتاء لفترة زمنية لا يقل عمر عن خمس سنوات قبل أن تستخدم في صناعة آلة العود. زيادة عدد سنوات الحفظ يعطي نتائج أفضل؛ ذلك لأن ارتفاع سنوات الحفظ  تساعد على تجفيف الأخشاب من المياه والزيوت. يذكر، كذلك، أن زند العود، و خاصة المكان المخصص للدساتين (أي وجه زند آلة العود الذي توضع عليه أصابع اليد اليسرى) تحديدا، يجب أن يصنع من نوع صلب شديد الكثافة من الخشب لضمان القوة ونعومة الملمس. من الأخشاب التي يفضل استخدامها لصناعة هذا الجزء من العود خشب الأبنوس وخشب الورد الهندي وخشب السيسم الهندي.

     

     

    أنواع الأخشاب المستعملة في صناعة آلة العود

    1- السبروس

    2- السيدار

    3- الخشب الغارق الأحمر

    نبدأ بالسبروس :

    1  السبروس الألماني ويسمى ايضا السبروس الأوربي

     يعد من أفضل أخشاب السطحات في العالم ولندرته فهو غالي الثمن. صوته ناعم جدا مع حدة واضحة في الجوابات. هو الخشب الذي تصنع منه أجود أنواع الكمانات منذ عصر ستراديفاريوس. على العود جميل جدا مع استجابة سريعة للريشة والإهتزاز. يحتاج لسنة تقريبا من العزف المتواصل حتى يتضح صوته جيدا. لونه أبيض ويتأكسد مع الوقت إلى اللون العسلي الفاتح. وكما هي جميع أنواع السبروس يصير العزف على العود أجمل مع مرور الوقت لتكسر الروابط البطيئة في خلايا الخشب وبعد سنوات يصبح السبروس ذو استجابة لحظية للريشة.

    2  إنجلمان سبروس

     سبروس انجلمان. من أمريكا. وهو سبروس ممتاز يكاد يكون صوته كالسبروس الألماني ويكلف أقل من نصف السعر وذلك لأنه موجود بكميات ممتازة. كثير من الصناع الأوروبيين يستخدمونه بدلا من الألماني لجودته وانخفاض سعره. على العود يشبه السبروس الألماني مع رخامة أكبر للقرارات. لونه أبيض لا يتغير ولا يتأكسد ويظل أبيض.

      البادوك :

    البادوك يسمى بعدة أسماء، فهو نارا تارة، أو موكوا تارة أخرى، ويسميه الصناع السوريون والمصريون خشب الورد مع أنه لا علاقة له بالروزوود لا من قريب ولا من بعيد.

    لونه في العادة برتقالي، وعند قطعه مباشرة يكون برتقاليا جدا ثم يتأكسد إلى لون أغمق، وتتدرج ألوانه من الأصفر البرتقالي الفاتح جدا وحتى البرتقالي الغامق جدا... يعني كلها برتقالية... وعندما يتعرض الخشب للهواء وضوء الشمس فترة طويلة يصبح لونه أقرب للقرمزي منه للبرتقالي.

    الأبنووس

    الأبنوس خشبا ممتازا جدا في عدة مكون من مكونات العود والقيثارة والكمان وغيرها من الأدوات. فاستخدامها في مسطرة الأصابع يضمن ملمسا سلسا وأملسا وانزلاقا ممتازا لأصابع العازف

    يستخدم أيضا في أصابع العود لصلابته مع أن أصابع العود بشكل عام لا تحتاج لكل هذه الصلابة ... كما يستخدمه صناع الجيتار كثيرا كفرس للجيتار،صناعة قصعة العود منه غال نسبيا وليس أغلى الأخشاب بتاتا،

    - أبنوس الجابون

    أسود انواع الأبنوس على الإطلاق وأملس جدا جدا جدا ، درجاته الدنيا يتخللها اللحاء الأصفر للشجرة. ولصناعة حامية وجه زند العود يتراوح سعرها بين 14 إلى 27 دولارا حسب درجة السواد.

    2- الأبنوس الهندي Indian Ebony

    من الهند وسريلانكا ويشابه كثيرا الأبنوس الجابوني غير أنه أخف بقليل، وهو أرخص من اليباني.  

    3- الأبنوس المدغشقري

    أغلى أنواع الأبنوس ,اثقلها وأبطئها نقلا للصوت والأملس على الإطلاق المكان الوحيد لبيعه حاليا من شركة lmii.com

    4- أبنوس ماكاسار

    من أجمل الأخشاب في العالم ولونه أسود معشق بالبني الغامق والفاتح، مطاوع للتقويس بالحرارة، ووزنه النوع  990 إلى 1050  كيلوجرام لكل متر مكعب، يعني أنه إما أخف أو أثقل قليلا من الماء. يصنع منع فاروق تورونز قصعات أعواد في غاية الجمال. يباع في أخشاب جيلمر التي ذكرتها سابقا غير أنه غال في أمريكا  (إندونيسيا : البلد الوحيد الذي ينتجه).

    5- أبنوس السودان وموريتانيا

    يكاد يكون الأبنوس الوحيد المستخدم في مصر، وهو ممتاز ولونه بني داكن جدا وليس أسود غير أنه تتخلله قطع اللحاء الصفراء والتي تجعله مقبول اللون في القصعة ولكنه ليس جميلا كمسطرة للأصابع. وتكاد تكون جميع أعواد الأبنوس المصرية التي رأيتها من صناعة موريس شحاتة، وهذا النوع من الأبنوس لا يقوس بسهولة حراريا ويتطلب وقت أطول من كافة الأخشاب مما يجعله (زيادة على أن سعره غال حتى في مصر والسودان) غال كخشب للقصعة بسبب زيادة مدة العمل.

     

     

     

    تشريح ألة العود

    تشريح ألة العود

    تشريح ألة العود

     

    le monde du Oud

    « أمهر صانعي ألة العودملفات صوتية للآلة العود »

    Tags وسوم : , ,